أنامل صاغت لوحة باقر علوم الأولين والآخرين

تزامناً مع ذكرى ولادة مُشيّد معالم مدرسة أهل البيت "عليهم السلام" الذي أرسى قواعدها بين الفرق والملل والنحل الإمام محمد بن علي الباقر "عليه السلام"، استطاعت نامل الإبداع لخادم العتبة الكاظمية المقدسة اليوم أن تجسد لنا لوحة فنية جديدة لتضاف إلى سجل الإبداعات الثقافية لورشة النقش والزخرفة في العتبة الكاظمية المقدسة، لوحة بل هي أكثر من لوحة حملت في طياتها أفكاراً ومعانٍ وأسراراً ودروساً جسدت مواقف ولحظات تأريخية لسيرة خامس الكواكب المحمدية الإمام محمد بن علي الباقر "عليه السلام".

وللخوض في غمار هذه اللوحة الجديدة والتعرف عليها من خلال حديثنا مع مدير وحدة النجارة والألمنيوم والنقش والزخرفة الخادم علاء حسين جابر قال: من منطلق المسؤولية بتراث أهل بيت النبوة "عليهم السلام"، وجّه الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري ورشة النقش والزخرفة بالاهتمام الكبير بسيرة أئمة بقيع الغرقد ومن بينهم باقر علم النبيين "عليهم السلام"، لذا فقد وفقنا الله تعالى وببركة الإمامين الهمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، من إنجاز هذه اللوحة المجسّمة من قبل الخادم عبد الهادي حسين هادي، حيث تم اختيار هذا الموضوع اختياراً دقيقاً للشروع بهذا العمل الفني بهدف توجيه رسالة إنسانية إلى أجيالنا المعاصرة عن الدور الكبير للإمام محمد الباقر "عليه السلام" على المستوى التربوي والفكري، وتسليط الضوء على موقف من المواقف المهمة في حياته الشريفة ومناظراته وحواراته في المدينة المنورة لعددٍ من طلبة العلم حتى أصبحوا بعد ذلك من جهابذة علماء الأمة في المدرسة الباقرية والتي كان لها صدى كبيراً وواسعاً بروافدها المعرفية والحضارة والإسلامية، فضلاً عن دوره الريادي "عليه السلام" في حمل مشعل رسالة جده المصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم" وترسيخ أصل الإمامة.

وأضاف: أن ما يميز هذه اللوحة عوامل عدة منها: أبعادها المتناسقة وهي (140*80 سم)، حيث استغرقت مدة انجازها أربعة أشهر، مُستخدماً فيها أجود أنواع الخشب الصاج.

وبيّن: أن هذا العمل الإبداعي شهد اهتمام وتشجيع الكثيرين من ذوي الاختصاص، ومتابعة حثيثة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، وكانت نظرته لهذا العمل المبارك بمثابة حافز ودعم بأن تكون هناك لوحة تجسد مرحلة تاريخية لمسيرة إمام معصوم.

ومن خلال منبركم الكريم أدعو الله العلي القدير أن نوفق بأعمال وأفكار فنية جديدة، ونسعى أن تكون خالدة في أذهان أجيالنا القادمة، وأختتم قولي بالشكر والتقدير لكلّ الجهود التي ساهمت في إنجاح هذا العمل الفني، كما تحرص ورشة النقش والزخرفة على تقديم كلّ ما هو جديد من الأعمال والإبداعات لأجل أن تبقى صورها حيةً وخالدةً وحاضرةً في ذاكرة مجتمعنا، في الوقت الذي أضحت العتبات المقدسة رافداً مهماً من روافد الحياة الفنية والثقافية.