النصر المكتوب
يد الله تعالى أنبياءه ورسله (صلوات الله عليهم أجمعين)، بالنصر فقال عز من قال: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، ولما كانت دعوة الأنبياء تنظم الوجود وتدعو إلى الخير فهي مستمرة، لأنا نعلم أن أعمال الخير والصلاح تُخلّد و يذكر أصحابها الأنبياء والمرسلين والمصلحين أبد الآبدين, ودعوى أعدائهم تبتدع العبث وتدعو إلى الشر، فهي مندثرة لا تُذكر هي ومبتدعها إلا باللعن والذم، وببقاء الخير وتطهيره الأرض من لوث الشر تبقى المعركة مستمرة باستمرار الحياة.
واليوم يعود الشر من جديد ليضع قانونه وسلطته على جزء من أرض العراق ليعبث بمقدرات وأعراض الشعب في تلك المناطق، فقتل من قتل على الظن والتهمة، وسبي من سبي، ومزق الروابط الاجتماعية وأشعل الفتنة في أنحاء من بلدنا, ولما انتشرت وأخذ لهيبها يحرق الأخضر واليابس شمّر شباب العراق الغيارى فلبسوا القلوب على الدروع، وتسارعوا ليسجلوا النصر تلو النصر في التصدي لهجمة طالما طبّل لها الإعلام الباطل الخبيث، ومنذ ذلك اليوم والانتصارات متوالية لحشدنا العقائدي الذي أبهر عقول الأعداء قبل الأصدقاء في جدارته وشجاعته وإحكامه وسيطرته على الأراضي التي دارت المعارك فيها، ومن ذلك يستدل على عمق الإيمان بالقضية والحفاظ على أحكام الشريعة التي جاء بها سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، والتي كتب الله عز وجل لها الخلود، ومعها كتب النصر لقواتنا لأنها تمثل قوى الخير، ومثال تقوى الله تعالى، و الطاعة المطلقة لولي أمر المسلمين والممثل الحقيقي للشريعة المقدسة ونائب حجة الله تعالى على الخلق أجمعين، القائم بأمر الله أرواحنا وأرواح العالمين له الفداء.