من فيوضات زيارة عاشوراء
إنها الإكسير الأعظم والبلسم الشافي لأرباب القلوب الحرّى الموجوعة التي تقطر ألماً وحزناً ولوعة على المصاب الجلل الذي من خلاله بقي ورد عاشوراء يتردد على ألسنة الموالين المحبين عبر كلماته الخالدة التي صوّرت الفاجعة الأليمة بأعمق المعاني وأصدقها.
عزيزتي المؤمنة لقد حظيت زيارة عاشوراء بالفضل والمقام الجليل فمن خلالها تصدح أصوات العشق والمودة والولاء للإمام الحسين(عليه السلام) وتعلن البراءة واللعن ممن قتله ونصب العداء له ولأهل بيته(عليهم السلام) ومواليه إلى يوم يبعثون, حيث ظهرت الكرامات ونزلت الفيوضات الإلهية, وفتحت أبواب المعارف وكشفت حُجب الظلمة على الذين واظبوا على قراءتها ليستضيئوا بنور البصيرة, وتفتح أمامهم أبواب الخير وتوصد بوجههم أبواب الشر ويدفع عنهم الأهوال والمصائب ببركة هذه الزيارة الشريفة, ومن فوائدها أيضاً إنها أفضل الأعمال لقضاء الحاجات ونيل المقاصد ودفع الأعداء وقد نصت الرواية الصحيحة عن الإمام الصادق(عليه السلام) إنه قال للراوي:(يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وأدع بهذا الدعاء, وسل حاجتك تأتك من الله, والله غير مخلف وعده ورسوله(صلى الله عليه وآله) بمنه والحمد لله) , ولا يخفى عليكِ عزيزتي ما يتأتى من تلك الزيارة العظيمة من ثواب جزيل وأجر كبير في الآخرة لمن واظب عليها واتخذها ورداً ثابتاً من أوراده اليومية, حيث جاء في الرواية الصحيحة عن الإمام الباقر(عليه السلام) الذي قال لعلقمة:(يا علقمة! إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زوّاره من الملائكة وكتب الله لك مائة ألف درجة, وكنت كما استشهد مع الحسين(عليه السلام) حتى تشاركهم في درجاتهم ولا تعرف إلا في الشهداء الذين استشهدوا معه وكتب لك ثواب زيارة كل نبي وكل رسول وزيارة كل من زار الحسين(عليه السلام) منذ يوم قتل وعلى أهل بيته...)
فتخيلي لو كنت من المواظبين يومياً على زيارة عاشوراء وليس فقط قراءتها في يوم المصيبة, فكم ستنالين من الكرامات وكم ستقضى لكِ من مطالب وحوائج الدنيا وتصوري حالكِ في الآخرة وفي أي الدرجات أنتِ لأنكِ لم تنسي أبداً الارتباط اليومي مع سيد الشهداء (عليه السلام) وسيد شباب أهل الجنة من خلال زيارته والتفكر بمصيبته العظمى.