انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الدولي الخامس

من ذرى الولاء من ديار كرم الإمامة وفيضها الزاخر من معين مدرسة الكاظمين الإنسانية المعطاء انطلقت وعلى بركة الله عصر يوم الخميس 2014/5/8م الموافق 8 رجب 1435هـ ، فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الدولي الخامس في رحاب الصحن الكاظمي الشريف تحت شعار: "من فِكرِ أئمة البقيع(عليهم السلام) نَنْهَل، وبنهجهم نعمل" والذي يستمر على مدى يومين متتاليين برعاية الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، وافتتحت فعالياته بحضور معالي رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد "صالح الحيدري" والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د "جمال الدباغ" ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي د."علي الأديب" وممثلي العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة وعدد من الشخصيات الأكاديمية البارزة وعمداء الجامعات العراقية ونخبة من رجال الدين وفضلاء الحوزة العلمية الشريفة من داخل العراق وخارجه والمتمثلة بمشاركة "جمهورية إيران الإسلامية والسعودية والهند والبحرين"، وبدأت وقائعه بتلاوة مباركة من كتاب الله العزيز عطر بها قارئ العتبة الكاظمية المقدسة الحاج "همام عدنان" أسماع الحاضرين بعدها استمع الحاضرون إلى أنشودة العتبة الكاظمية المقدسة وشهدوا عرضاً لفلم وثائقي عن دور اللجنة التحضيرية وأعمالها واستعداداتها للمؤتمر العلمي الخامس، بعدها جاء دور كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ.د "جمال الدباغ" تحدث فيها قائلاً: (للعتبة الكاظمية المقدسة شرف المشاركة بإيصال تعاليم القران الكريم والسنة الشريفة التي تنقذُها من الحيرة والضلالة إلى ربوع اليقين والهداية، ومؤتمرنا العلمي السنوي الدولي هو احد تلك المحطات المهمة لنشر العلم والتعلم، وثقافة القراءة والقرطاس والقلم والدعوة إلى إحياء سنن الائمة "عليهم السلام: وتراث علمائنا الأعلام، وحاول خَدَمَة العتبة المقدسة أن يشاركوا في إحياء هذه الرسالة العظيمة كلّ عامٍ في شهر رجبٍ الحرام، شهر استشهاد الإمام السابع موسى بن جعفر "عليه السلام" فيدلو كل بدلوه، فنرى صوراً مشرقةً عن الحب والولاء للأئمة"عليهم السلام" تمثل المسيرة المليونية نحو قبر كاظم الغيظ باب الحوائج لتنال شرف الزيارة وتعظيم الشعائر وصورة تمثل الحب والتفاني في خدمة الزائرين وصورة وتمثل التلاقح العلمي والفكري في رحاب علومهم (صلوات الله عليهم) وصورة .. وصورة.. وأضاف قائلاً: إن اجتماعنا اليوم في هذه البقعة المقدسة هو امتداد لإحياء المسيرة الخالدة لائمة أهل البيت"عليهم السلام" بالعلم والفكر، فإننا وبعد مشاوراتٍ وجلساتٍ متعددةٍ مع اخوتنا في اللجنة التحضيرية حول المؤتمر العلمي لهذا العام وعنوانه، ارتأينا أن يكون حول أئمة البقيع "عليهم السلام" لنسلط الضوء على مساحة مشرقة من سيرتهم العطرة بعد ان وفقنا في السنوات السابقة لإقامة مؤتمرات علمية حول أربعة أئمة من أئمة المسلمين وهم الكاظمان والعسكريان "عليهم السلام" فكانت المشاركة واسعة وثرية بالنتاج العلمي والفكري، فنشكر لجميع الباحثين جهودهم، وللإخوة الأساتذة في اللجنة العلمية واللجان الأخرى ومن قدّم أي جهد ما بذلوه من أجل القيام بهذا المؤتمر)، أعقبتها كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد "صالح الحيدري" جاء فيها: (في هذا الحفل المبارك نستذكر الأئمة الطاهرين"عليهم السلام" الذي جعل الله تبارك وتعالى مثواهم البقيع في المدينة المنورة، وهم الحجج البالغة في مسيرة الأمة الإسلامية التي غرفت من علومهم وفكرهم الخلاق الذي أضاء درب الإسلام نوراً وهدى وعرفاناً.. مضيفاً: الذي يعزز الأمل ويفتح القلوب أن الباحثين من مختلف المذاهب الإسلامية بدأوا بدراسة فكر الأئمة "عليهم السلام" بتجرد وبموجب موازين علمية، واعتمدوا على الدراسات التي لا يرتقي إليها الشك في النهج القويم للأئمة الطاهرين والسير السليم للعلماء الأعلام والوقوف على الواقع في الاطلاع على حقيقة المعتقدات والأفكار التي يتبناها علماء الشيعة، أدى ذلك إلى نبذ الأكاذيب والعودة إلى زرع روح الأخوة والتسامح وبموجب معايير البحث العلمي وبدأت المؤلفات والبحوث التي تجمع الأمة وتقرّب بين أتباعها وتحترم الفكر ولا تخشاه، وهو نهج يسرُ الجميع ويشكل قوةً إسلامية فاعلة من أجل طرح الأكاذيب والأباطيل ، وتكريس المناهج التي تتخذ من الأعتدال في البحث بعيداً عن التطرف والتقصي، ونحن وكثير من كتّاب المذاهب الإسلامية في هذا الطريق سائرون، من أجل كلمة الإسلام ورفع راية القرآن الكريم عالياً..)، ثم ارتقى المنصة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور "علي الأديب" ألقى كلمة بهذه المناسبة ومنها:( أتوجه بالشكر والتقدير لكل من أسس وسعى لهذا النشاط المبارك والفعاليات المتزامنة معه، حيث اجتمعت اليوم المؤسسات العلمية والثقافية وهي بحاجة ماسة لهذه الأنشطة، وأملي كبير بأن تكون النتائج التي تتمخض من هذه المؤتمرات والاجتماعات أن تنعكس بشكل عملي على مؤسساتنا التربوية والتعليمية، بحيث يمكن الأخذ بنتائجها، واليوم ركزت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في مؤتمرها العلمي على أئمة البقيع "عليهم السلام" لتساهم هذه الرسالة الموجهة للإنسانية عامة وللمسلمين خاصة، بأن هذه الثلة من الأئمة والقادة هم الأسوة والانموذج، والبشرية تحتاج إلى قيمها ومبادئها وفي جميع نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والشؤون العامة لتنظيم علاقاتها البشرية.. وأضاف قائلاً: إن قوى الشر والضلالة التكفيرية يريدون تفجيرالعالم الإسلامي والقضاء على ثقافته وفكره وعلمه، فيجب هنا ومن خلال هذه المؤتمرات أن نتصدى بالعلم والمعرفة والثقافة لأجل إعادة تصحيح التاريخ وبناء جيل جديد ضمن مبادئ وقواعد وضوابط أرادها الرسول"صلى الله عليه وآله" من خلال سيرة الأئمة الأطهار)، بعدها ألقى سماحة الشيخ"عدي الكاظمي" كلمة اللجنة التحضيرية ورد فيها: (حَرَصَت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة منذُ أعوام خمسة، في نشر تلك المعارف من خلال مؤتمرها العلمي السنوي، ففي كلّ عامٍ وفي مثل هذه الأيام المباركة من شهر رجب الأصب ، يجتمع الباحثون في جلساتٍ علميةٍ مباركة، وفي عامنا هذا اجتمعوا ليتباحثوا في العطاء الخالد لأئمة البقيع"عليهم السلام" فينهلوا من فكرهم ويعملوا بنهجهم، فكلّ يقدم ما يستطيع لخدمة الشريعة المقدسة، وبيان أثرها البالغ على الإنسانية كُلها. وأضاف قائلاً: إننا في موقع المسؤولية الشرعية والتربوية نحرص على أن تأخذ هذه البحوث القيّمة، وهذه الجهود الكريمة مجالها العملي في المجتمع، لتجسد فكر أهل البيت"عليهم السلام" وليكون البناء النفسي والتربوي على أسس المحبة والتعاون والإخلاص في كلّ مفاصل الأمة، وهذه المسؤولية كبيرة تقع على كل فردٍ من أبناء الأمة، لنعكس خلالها الصورة الناصعة لتعاليم القرآن الكريم والعترة الطاهرة، انطلاقاً من هذه المراقد المقدسة التي هي معلماً من معالم الإشعاع الفكري والإنساني..) كما تخلل المؤتمر إلقاء قصيدة شعرية بعنوان(طبتَ يا بقيع الأئمة) للشاعر الأستاذ "رياض عبدالغني الكاظمي" ومنها هذه الأبيات الرائعة: يا رحابَ البقيعِ جئنا لنُحيي في حمى الكاظمينِ للفكرِ رسمَهْ بتراثٍ سامٍ لأربعةٍ زُهْـــــ ــرٍ أزاحوا عن المناهجِ غُمَّهْ فلسبطِ الرسولِ نذكرُ صبراً من مهاوي الردى تداركَ أمَّهْ ولزين العبّاد نذكر نهجاً خطَّهُ بعد وقعةِ الطفّ عِصمَهْ ومن الباقرينِ علماً وحلماً وكنوزاً حوت معـــارفَ جَّمهْ فهمُ الدينُ شطرُهُ حيث يأبى الــ ـــلهُ إلاّ بهديــــــهمْ أن يُتِمَّهْ بعدها استمع الحاضرون في الجلسة الافتتاحية لبحثين قيميّن أولهما لسماحة الشيخ "ضياء الدين زين الدين" الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة والآخر لسماحة آية الله الشيخ "محمد السند" وقد ترأس هذه الجلسة أ.د "محمد جواد الطريحي" وكان مقررها المهندس "جلال علي محمد". واختتم الحفل بتقديم الشهادات التقديرية والدروع إلى اللجنة العلمية والجامعات الجهات الرسمية المشاركة في المؤتمر. في السياق ذاته توزعت الجلسات البحثية على أربع قاعات وهي: قاعة الإمام الحسن المجتبى، وقاعة الإمام علي السجاد، وقاعة الإمام محمد الباقر، وقاعة الإمام جعفر الصادق "عليهم السلام". ومن الجدير بالذكر أن هناك فعاليات أخرى تزامنت مع انعقاد المؤتمر العلمي وهي افتتاح معرض الجوادين"عليهما السلام" الدولي للكتاب للمدة من 7ـ17 أيار، ومعرض الجوادين الثالث للخط العربي والصور الفوتوغرافية والفنون للمدة 7ـ11 أيار، والمهرجان السنوي الثالث للشعر العربي الذي سيقام للمدة من 15ـ16 أيار إن شاء الله تعالى.