البقيع في التاريخ

استذكاراً للمناسبة الأليمة لهدم أضرحة أئمة البقيع " عليهم السلام" ومقاماتهم المباركة في الثامن من شوال، تلك الفاجعة التي انتهكت فيها حرمة المقدسات الإسلامية، وأدمت قلوب المؤمنين الموالين، أقامت مكتبة الجوادين العامة في الصحن الكاظمي الشريف وضمن فعاليات مجلسها الثقافي الندوة الثقافية الشهرية الخامسة والستين مساء يوم الخميس 7/8/2014م والتي كانت مخصصة عن تاريخ البقيع، وترأس الجلسة سماحة الشيخ "عماد الكاظمي" وبحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د "جمال الدباغ" وأعضاء مجلس الإدارة والعديد من الشخصيات الدينية والعلمية والثقافية والأكاديمية، حيث استهلت جلسة الندوة بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها القارئ " همام عدنان" أسماع الحاضرين، بعدها ألقى الأستاذ الأديب "محمد سعيد الكاظمي" قصيدة رائعة بهذه المناسبة عنوانها "بين الكاظمية والبقيع" ومنها هذه الأبيات: وإذا فجر رحلتي قد تجــلّى وإذا الصبح بالحقيقة أسفرْ وضعتني أمي على خير أرض هي أرض الإمام موسى بن جعفر وشهدت مشاركة للدكتور " قصي الحسيني" بعنوان (المقدس وحقوق الإنسان) الذي أكد فيه على أهمية المراقد المقدسة والرموز الدينية وكل شيء ذات سمة ثقافية وفكرية لكل طائفة من طوائف العالم، فخرج بعدد من التوصيات أكد فيها على وجوب عقد المؤتمرات والندوات لأجل صد سياسة الإقصاء التي تستخدم ضد المقدسات وما يتعرض إليه طوائفها من قتل وتهجير لا يشمل الإسلام فحسب بل كل الأديان والمعتقدات، والعمل تحت مظلة التعايش السلمي بين كل الطوائف والأديان وبالخصوص في مجتمعنا العراقي، وضرورة إشاعة ثقافة احترام الآخر، لأنها من أولويات الدين الإسلامي الحنيف مستشهداً بحديث رسول الله "صلى الله عليه وآله" (من آذى ذمياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمتهُ يوم القيامة)، وكذلك قول أمير المؤمنين علي "عليه السلام" ( الناس صنفان: اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وعقب الشيخ "عماد الكاظمي" عما قدمه د. الحسيني بأن الشيء المقدس عند الأمم هو باب حقوق الإنسان وكيفية احترام الآخرين مؤكداً أن الأفكار الضالة لا تحترم الآخر، كما أضاف إلى التوصيات الواردة فقرةً خاطب فيها وزارة التربية حول المناهج المعدة في التاريخ الإسلامي والمعاصر، فعليها أن تهتم بتاريخ العراق المعاصر وتسلط الضوء على أهم الأحداث لأجل أن تتعرف الأجيال لما حدث في العراق في العصر الحديث. بعدها شارك السيد "محسن الموسوي" بقصيدة بعنوان "دمعة في مقبرة البقيع أجادت بها قريحته عن أئمة البقيع "عليهم السلام" مطلعها : قفوا هنا، فالدموع الآن تنحدرُ قفوا هنا، فالزمان الآن يختصر هنا فضيحة ظُلم لا مثيل له وسط البقيع ، هنا التاريخ ينكسر وبيّن الشيخ عماد الكاظمي ضرورة الاهتمام بتراثنا الأدبي والشعري معرجاً عن الإصدار الجديد (من الشعر الكاظمي في أئمة البقيع"عليهم السلام") الذي جمعه وألفه الأستاذ المهندس "عبد الكريم الدباغ" وكانت من بين تلك المجموعة الشعرية القصائد التي ألقيت في المؤتمر العلمي السنوي الدولي الخامس تحت شعار "من فكر أئمة البقيع ننهل وبنهجهم نعمل" . وكذلك كان للأستاذ "محسن العارضي" مشاركة بهذه الندوة تحدث فيها عن الحركة الوهابية وتاريخها وتعرض إلى أهم الوقائع والأحداث وما قامت بها من فضائح يندى لها جبين الإنسانية على مدى قرون، مؤكداً أن التنظيمات الإرهابية اليوم وما تسمى بداعش هي امتداد لهذه الحركة وما قامت به في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كما قدم سماحة الشيخ "منير الكاظمي" بحثاً عن أهمية البقيع بأنها معلم من المعالم الحضارية في التاريخ الإسلامي، الذي شرفه الله بأن يضم الأجساد الطاهرة للأئمة "عليهم السلام" . واختتمت جلستها بمجموعة من المداخلات من قبل السادة الحضور أثرت الندوة من حيث الطرح والحوار.