تكريم طالبات كليات الجامعة العراقية استكمالاً لفعاليات مهرجان أم أبيها الثاني

أن ارتداء جلباب العباءة هي مسؤولية شرعية، وقيمة كبرى للكمال والسمو، ومنتهى العفاف والستر، فانتساب المرأة المسلمة إلى جمع المحجبات والملتزمات بالعباءة بأفضل صورها هو محاكاة لعنوان حجاب سيدة الطهر والقداسة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء "عليها السلام" وعلمها وعفتها وعبادتها وجهادها في ميادين الحياة، بل وهوية اقتداء بعقيلة الطالبيين السيدة زينب بنت أمير المؤمنين علي "عليهما السلام"، فحرصاً على هذا العنوان الكبير وما يحمل بين طياته من ثقافة الإسلام المحمدي الأصيل، وإحياءً للعباءة في الجامعات التي عصفت بها التيارات وتلاقفتها الموضات، تواصل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، وبرعاية مباركة من قبل أمينها العام، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، تكريم الطالبات اللاتي يرتدين العباءة في الحرم الجامعي استكمالاً لفعاليات مهرجان أم أبيها السنوي الثاني، حيث تم دعوة (250) طالبة من الجامعة العراقية لتكريمهن في حفل بهيج واللائي لم يتسنّ لهن الحضور في المهرجان الثاني. 

استهلت فعاليات الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة المقدسة الخادم حسين غالب العسكري أسماع الحاضرين، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها فضيلة الشيخ عماد الكاظمي بيّن فيها: أن الإسلام رفع وكرّم مقام المرأة المسلمة، فهي الأم، والزوجة، والأخت، والبنت الصالحة التي ذكرت في شواهد عديدة في القرآن الكريم، مؤكداً أن المرأة هي أساس الأسرة وعمادها، ويجب أن نحافظ على هذه الأسرة التي أكد عليها النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار "صلوات الله عليهم أجمعين" في كثير من المواضع والأحاديث الشريفة، لذا نحن في العتبة الكاظمية المقدسة نقيم هذا الفعاليات تحت رعاية مولاتنا فاطمة الزهراء "عليها السلام"، لنحيي مبادئ القرآن فنحن أمام الأمل والعمل.

وأشار فضيلته إلى محطات من ملامح ثقافتنا الاجتماعية وهويتنا المتميزة بالقيم الإنسانية والتي ينبغي أن نحافظ عليها من خلال دور طلبة الجامعات الواعي، حيث أن الطالب والطالبة الجامعية هم محط أنظار المجتمع، وعليه أن تعكس هذه النظرة سلوكاً وإخلاصاً، وهذا هو السبيل الوحيد للرفعة والتقدم في المسيرة العلمية والعملية.

وأوضح عن الدور الكبير للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في رعاية هذه المهرجانات وتأدية رسالتها الإنسانية أمام هذه الشريحة الاجتماعية، والتي تسعى إلى إدامة هذه المُلتقيات، ومواصلة اهتمامها ودعمها للمسيرة العلمية، وسعيها للنهوض بشريحة الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للبلاد، والتشجيع على أن يكونوا قدوة صلاح وإصلاح وأن يعكسوا الصورة المثلى لأبناء جيلهم في المحافظة على الثوابت الدينية والوطنية، وهذا ما تم توكيده في مهرجان تخرج طلبة الجامعات الذي أقيم تحت شعار: (لكَ يا مهدي أهدي نجاحي).

أعقبتها كلمة للدكتور ثائر البصيصي أمين عام مؤسسة الفكر الحُسيني للتنمية والتطوير وأعرب خلالها عن سعادته بهذا المُلتقى وما له من أثر كبير على الطالبة في ارتداء العباءة الفاطمية الزينبية نفسياً واجتماعياً ومدى الاحترام والوقار والإجلال التي تحظى عليه، ومن هذا المنبر لا بد من الإشادة والثناء على الجهود المباركة التي تقدّمها الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وهي تخطو خطواتها الكبيرة في الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية، ورعايتها للطلبة والشباب.

واختتم الحفل بتوزيع العباءة والهدايا على طالبات الجامعة العراقية المشاركات في هذا المهرجان من بركات الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".