العتبة الكاظمية المقدسة تشهد مراسم تشييع النعش الرمزي للإمام جعفر الصادق "عليه السلام"
أولت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة اهتماماً كبيراً لإحياء الشعائر الحسينية، التي تمثل محطات خالدة لاستذكار المواقف الرسالية العظيمة، واستحضار الرزايا الكبيرة التي ألمّت بأهل البيت "عليهم السلام"، ويأتي هذا الاهتمام ليجسد حالة الإيمان المطلق بعدالة النهج الإلهي الذي خطه الأئمة الأطهار "عليهم السلام" للأمة، واستجابة لوصاياهم الرشيدة، وإحياءً لأمرهم العظيم، وفي أجواء غمرتها الهيبة والإجلال شهدت مدينة الكاظمية المقدسة صباح يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر شوال لعام 1446 هـ مراسم تشييع النعش الرمزي لشمس الضحى والمثل الأعلى إمامنا جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام" التي أقامتها الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في إطار فعاليات الأسبوع الجعفري المُقام تحت شعار: (السلام عليك يا عميد الصادقين).
حيث انطلقت الحشود المؤمنة المُوالية من شارع باب المراد وصولاً إلى الصحن الكاظمي الشريف، يتقدمهم خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الدكتور حيدر حسن الشمّري، إلى جانب حضور مواكب مدينة الكاظمية المقدسة وهيئاتها الحُسينية، وخدام العتبة المقدسة، وجمع من الزائرين الكرام الذين توافدوا لإحياء هذه المناسبة الأليمة، وسط هتافات الولاء لصاحب الذكرى الأليمة معبّرين عن عظيم حزنهم ومواساتهم للنبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" وآل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذا المصاب الجلل.
والتأمت حشود المشيعين بمجلس عزاء خدمة الجوادين (عليهما السلام) في رواق سيدنا عبد الله بن عبد المطلب (عليهما السلام)، والذي استهل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع المعزّين القارئ مصطفى الدباغ، بعدها ارتقى المنبر فضيلة الشيخ عماد الكاظمي، واتحف الحضور بمحاضرة دينية قيمة أشار خلالها إلى أهمية حضور المجالس الصادقية وعبر عنها بأنها موقف إيماني يحمل في طياته تعظيماً للشعائر، ووفاءً لأمر الله وأمر أوليائه.
مؤكداً أن هذه المجالس تُحيي في القلوب ذكر خلفاء الله في أرضه، وأوصياء رسوله الذين أوجب الله علينا طاعتهم، وجعلها عهداً في أعناقنا، فالمشاركة فيها تُجدد ارتباطنا بالحق، وتظهر ولاءنا لمن اصطفاهم الله لهداية الأمة وتجسّد فينا الانتماء الصادق لنهجهم القويم.
ثم اعتلى المنبر كل من: الرادودين الخادم كرار الكاظمي، والخادم علي عامر الكاظمي لقراءة قصائد النعي والرثاء لصاحب المصيبة الكبرى الإمام الصادق "عليه السلام" ملاذ المؤمنين وكهفهم الحصين.
ثم توجه الحضور لزيارته المباركة "عليه السلام"، رافعين أكف التضرع والدعاء بتعجيل فرج مولانا الإمام صاحب العصر والزمان "عجل الله تعالى فرجه الشريف"، سائلين الله تعالى أن يحفظ مقام المرجعية الدينية العُليا، ويصون شعبنا الأبي الصابر من كل سوء أنه سميع مجيب.