مجالس العزاء العاشورائية في الكاظمية المقدسة محطة لتجديد العهد مع الإمام الحسين "عليه السلام"

في رحاب أيام عاشوراء، مجالس العزاء الحسيني تتجدد فينا القيم الإنسانية النبيلة وتسمو بنا روحيا بما ينعكس على الفكر والسلوك الذي يؤدي بالنتيجة إلى مخافة الله تعالى وهي رأس الحكمة التي تجعل من الإنسان في حالة يقظة دائمة بعدم التجاوز على حدوده عزّ وجل.

وتبلغ هذه المجالس الكاظمية ذروتها في تجلياتها الإيمانية لترسم لوحة من النقاء الروحي والتجديد الإيماني، حيث تشع منابرها بأنوار الحكمة والبصيرة، وتمتلئ مساجدها وحسينياتها بمآثر الذكر والتوجيه والإرشاد، وفي مقدمتها رحاب الصحن الكاظمي الشريف، والمخيم الحسيني، ومسجد آل ياسين، وحسينية آل صدر، والحسينية الحيدرية، وجامع مؤمن علي، وغيرها من الأماكن التي تعدّ أحد أهم معالم الثقافة الإسلامية في مدينة الكاظمية المقدسة، فضلاً عن مجموعة من البيوتات وهي تحتضن هذه المجالس التأبينة والعزائية، في الوقت ذاته كان للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، وخدام العتبة المقدسة حضور ومشاركة في تلك المجالس المباركة.

كما شهدت مشاركة واسعة من قبل خطباء المنبر الحسيني الكرام الذين أثروا الحضور بمحاضرات قيّمة، تناولت سيرة الإمام الحسين "عليه السلام" ونهضته المباركة، واستعرضت أبعادها العقائدية، والأخلاقية، والاجتماعية، لتغذي العقول وتوقظ القلوب، وترسخ في النفوس مبادئ الحق، والعدل، والكرامة، التي خرج من أجلها سيد الشهداء "عليه السلام".

إذ لاقت هذه المجالس المباركة تفاعلاً جماهيرياً واهتماماً متزايداً وإقبالاً واسعاً من مختلف الشرائح الاجتماعية، حيث حرص المؤمنون على حضورها للاستزادة من المعارف الدينية، وتوجيه السلوك نحو ما ينسجم مع نهج أهل بيت النبوة "عليهم السلام" في أيام عاشوراء الأليمة، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية هذه المجالس التأبينية مؤمنة بأنها مدرسة تربوية تعيد صياغة المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية، وتدفع بالمجتمع نحو المزيد من الإصلاح والرقيّ، مستمدة قوتها من نور الثقلين.