العتبة الكاظمية المقدسة تفتتح أبواب مهرجانها السنوي الدولي الحادي عشر للشعر العربي
مع عذوبة الألفاظ، وجمال الصور الشعرية، ورسم اللوحات الوجدانية، وبلاغة المفردات، ودعم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة المتواصل للمشروع الثقافي ورعاية الحركة الأدبية والفكرية وإيمانها بضرورة الاهتمام بالإبداع والمبدعين والأدباء والشعراء والمثقفين، وشوقها الشديد للعودة بالشعر العربي الفصيح إلى مشاربه الأولى وجذوره الأصيلة ونشر الكلمات الصادقة في لغة الضاد، كان لنا موعد جديد مع ميادين الثقافة والشعر والأدب في رحاب الصحن الكاظمي الشريف وانطلاق فعاليات المهرجان السنوي الدولي الحادي عشر للشعر العربي، هذا المُلتقى الأدبي السنوي الذي درجت على تنظيمه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والذي انعقد تحت شعار: (نسائم القوافي والولاء .. بين البقيع وكربلاء)، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة وديوان الوقف الشيعي، وممثلي اتحادات الأدباء والكتّاب والجمعيات الشعرية، وكوكبة من الشخصيات الأدبية والثقافية والأكاديمية والمتذوقين للشعر العربي الفصيح، وبمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء الذين جاءوا من دول عربية ومحافظات عراقنا الحبيب ليتحفوا الحضور بروائع الصور الشعرية والخيال الخصب والكنوز الأدبية.
استهل حفل افتتاح المهرجان الذي أدار عرافة فقراته الخادم عبد العظيم الحسناوي بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة علي فيصل، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان المهندس جلال علي محمد تحدث فيها قائلاً: (بمشاعرٍ يملؤها الاعتزازُ والإيمان، نلتقي اليوم في رحاب الولاء، تحت قباب العشق لمحمدٍ وآل محمدٍ صلوات الله عليهم أجمعين، لنفتتح مهرجان الشعر العربي الذي ينعقد هذا العام تحت شعار: (نسائمُ الولاء بين البقيع وكربلاء).
إنّ الشعر، كان وما زال لسان الأمة، وصوت وجدانها، وحارس هويتها، ومرآة قيمها ومن على هذه الأرض الطاهرة، أرض الإمامين الكاظمين "عليهما السلام"، ننطلق لنؤكد أنّ الشعر الولائي ليس مجرّد كلماتٍ تُتلى، بل هو عهدٌ يتجدّد، وولاءٌ يتأصّل، وجسرٌ يصل الماضي بالحاضر، ويربط بقيعَ الغرقد بكربلاء الفداء، في وحدةٍ روحيةٍ تذيب المسافات وتلغي الحدود.
وأضاف: لقد وصلت إلى اللجنة المنظمة للمهرجان ست وستون قصيدة عرضت على لجنة متخصصة لفحصها وتقويمها حيث قُبلت سبع وعشرون منها فضلاً عن اختيار ثلاث قصائد للتنافس على المراكز الثلاثة الأولى.
فأهلاً بالشعراء الذين جاءونا من مختلف البلدان، يحملون مشاعرَ صادقةً، وأقلاماً مخلصةً، ليُسمعوا الدنيا أنّ الولاء لمحمدٍ وآله، هو نسيمُ حياة، ومصدرُ عزّة، ورايةُ كرامة).
تلاها مشاركة لشاعر الكاظمية الأديب مهدي جناح الكاظمي بقصيدة رائعة عنوانها: (الرجل العظيم) ليتحف الحضور في هذا المُلتقى الثقافي أجاد فيها قائلاً:
ها إنّكَ الرجلُ العظيمُ وها همُ ** في كل يومٍ يصغرونَ وتكبرُ
وأرقْتَ عمركَ أنهُراً وجدولاً ** حتى انحنى خجلاً لهُنَّ الكوثرُ
وبقيت مُتّشحاً خضابكَ سيّداً ** للأرضِ تنهي ما تشاءُ وتأمرُ
ثم بدأت الجلسة الشعرية الأولى وألقى خلالها عدد من الشعراء من (العراق، وجمهورية إيران الإسلامية، والمملكة العربية السعودية، والأردن، ولبنان، والبحرين) قصائدهم وتعالت الأصوات واتحفوا الحضور بما جادت به قرائحهم معبّرين بها عن إحساسهم ووجدانهم وخيالهم الخصب حيث قضوا وقتاً ممتعاً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف من خلال تفاعلهم مع الصور الشعرية الرائعة التي قدمها الشعراء المشاركون في هذا المُلتقى الشعري بأعطر الكلمات عن سيدي شباب أهل الجنة الإمامين الحسن والحسين "عليهما السلام".